ممارسة الزراعة بشكل أفضل من خلال تكنولوجيا النانو

تُمكّن التقنيات المتقدمة من إطلاق الأدوية إلى خلايا مُحددة في الجسم بشكل مُتحكم. ويُجادل العلماء بضرورة تطبيق هذه التقنيات نفسها على الزراعة إذا أراد المزارعون تلبية الطلب العالمي المُتزايد على الغذاء.

في ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة Nature، يُسلّط علماء من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد وجامعة كارنيجي ميلون الضوء على بعضٍ من أشهر الاستراتيجيات لتحسين الزراعة باستخدام تقنية النانو.

تُشير تقنية النانو إلى دراسة وتصميم الأشياء الدقيقة مجهريًا. والنانومتر هو جزء من مليار من المتر، أو أصغر بحوالي 100,000 مرة من عرض شعرة الإنسان. وباستخدام تقنية النانو، يُمكن الآن توصيل الأدوية إلى الأماكن الأكثر حاجة إليها. ولكن هذه الأفكار لم تُطبّق بعد على علم النبات على نطاق واسع.

قال خوان بابلو جيرالدو، الأستاذ المشارك بجامعة كاليفورنيا ريفرسايد والمؤلف المشارك في الدراسة: "هناك دراسات تتوقع أننا سنحتاج إلى زيادة إنتاج الغذاء بنسبة تصل إلى 60% بحلول عام 2050 مقارنةً بمستويات عام 2020. ونسعى حاليًا إلى تحقيق ذلك من خلال توفير الكيماويات الزراعية بشكل غير فعال".

وأضاف جيرالدو: "نصف الأسمدة المستخدمة في المزارع تُفقد في البيئة وتُلوث المياه الجوفية. وفي حالة المبيدات الحشرية شائعة الاستخدام، فإن الوضع أسوأ. إذ لا يصل سوى 5% منها إلى أهدافها المنشودة، بينما ينتهي الأمر بالباقي بتلويث البيئة. هناك مجال كبير للتحسين".

تُمثل الزراعة حاليًا ما يصل إلى 28% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. وهذا، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى، من الظواهر الجوية المتطرفة إلى تفشي آفات المحاصيل والتربة سريعة التدهور، يُؤكد الحاجة إلى ممارسات وتقنيات زراعية جديدة.